دلال المغـربي ... هل سنحفظ وصيتك ؟؟!!

تفرض نفسها من جديد تلك التي صنعت أسطورة العشق
سمراء سكنها حنين الأرض وسئمت العيش في كنف اللجوء فمارست حقها بأن تعود فركبت البحر من هناك وقالت ما قالت بحضرة الليل المنسدلة ستائره لآخر مرة على شواطىء حلمها.

جاءت من شمال الشمال وهتفت باسم زهر اللوز كسفيرة لكل فقراء المخيمات وممثلة لكل احلام العجائز ولرجال لفحت وجهوهم شمس بساتين الجليل, امتشقت بندقيتها السوداء وتأهبت .

بحثت عن هويتها ومخزون مكنوناتها, كانت تعرف متى تبكي وكيف تكون دموعها بلوريات متلألئة على وجنتيها, تجيد لغة ابتساماتها وتمنح حضنها الدافىء متى استطاعت الى ذلك سبيلا, تتراكض وسط حبات المطر دون ان يمسها ذاك البلل.

كنعانية عروبية الهوا حائرة أمام البحر مستسلمة لأمواجه المتلاطمة لها صخرتها التي تحكي وإياها شجنها وأشجانها هي إلياذة فلسطين منذ ثلاثين عام فقد مارست الحب تحت الشمس ولم تخجل من تسطير أحرفها بالأحمر القاني على ذاك التراب المبلل بعطر الندى.

تربعت على عرش القصة وألهمت كل الكتبة وشعراء اللغة بأن يكتبوا مرثيات الزمن الجميل لفتاة قررت أن تمضي فمضت نحو شمسها وبحرها, هي من قالت للشمس أنا هنا فاسطعي متى شئتِ وغيبي متى اردتِ, هي من يسكنها الليل ليكون بالتالي انبلاج النهار ممكنا.

هي من رحلت دون استئذان من أحد فكان لرحيلها معنى آخر لمفهوم الرحيل,هي أيقونة السماء تعود من جديد لتفرض حضور قصتها منذ أن ركبت بحرها وجاءت إلى فلسطين
هي دلال المغربي التي ستعود بعد أن أيقن قاتلها أنه لم يقتل حلمها بعودتها ومكثت هنا ثلاثين عاما رغما عن إرادته محاولاً أن يمزقها ويمرغ بشعرها التراب فلم يدرك أنها قررت أن يكون هذا التراب الحناء لشعرها.

دلال إسم من أسماء فلسطين الأولى عرفناه منذ أن كانت بدايتنا مع مشوار الألف ميل ابنة اللد التي كانت أول قائدة عسكرية في تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر، والتي قادت أجرأ عملية في تاريخنا.

الفتاة التي ولدت في مخيم صبرا عام 1958، وسقطت شهيدة في الطريق الساحلي بين حيفا وتل ابيب يوم السبت 11 آذار 1978، بعد واحدة من أروع مغامرات البطولة في تاريخ المقاومة, قبل أن تقود مجموعة مؤلفة من أحد عشر فدائياً إلى أرض الوطن، من خلال زوارق مطاطية، تم اتلافها وتدميرها لحظة الوصول إلى الشاطئ الفلسطيني.

كتبت دلال المغربي وصيتها، التي تقول: وصيتي لكم جميعا أيها الأخوة حملة البنادق، تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد الاحتلال، استقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار.

ابنة العشرين، التي لم ترَ فلسطين إلا لحظة الموت، قادت مجموعتها وأطلقت العنان لذاتها بأن تمارس عشقها وتعزف لحن خلودها على طريقة أحرار العالم أجمع تنتهي رحلتها مع الأسر بمقبرة الأرقام.
فهل من الممكن أن نحفظ وصيتها ...؟




[i][b]

جزاك الله خيرا شكرا
الي جنات الخلد يا دلال المغربي

مشكوووووووووووووووور .........مــجـــنــــووووون كــــريـــــســـتــــيـــــن ســــتـــــيـــــوااااااااارت

تسلم على مشاركتك والله روعة